الجمعة، 17 فيفري 2012

مدرسة الشعوب

قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها     أعددت شعبا طيب الأعراق
   الأم بلا جدال هي نبع الحياة، وركن الأسرة المكين، ومصدر السعادة والحب والحنان، وهي التي تبث في النفوس بسمة الأمل، ولقد زود الله سبحانه وتعالى قلب الأم بفيض الحب والعطف، فجعلها تشقى في سبيل أبنائها، فهي تبذل كل ما تستطيع وكل ما تملك لتربيهم تربية صالحة ونافعة.
   فالأم هي المدرسة الأولى، فإذا كانت هذه المدرسة جيدة الإعداد، كان الخريجون على درجة من القدرة على خدمة بلادهم في المستقبل، ذلك لأن بناء الشخصية تبدأ بالأم، فهي تضع الأساس،وكلما اشتد الأساس اشتد البناء.




   وربما مر على الأم بعض الفترات التاريخية، كانت فيها غير مزودة بالمعرفة الكافية لتربية الأبناء، لأن التربية لا تقف عند الطعام والشراب، وعندما جاء الإسلام كرم الأم والمرأة فقال على لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم :" طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وبهذا هيأ الإسلام الأم لتؤدي دورها الحقيقي الصحيح في تربية الأبناء، فهي كالشجرة المثمرة إذا أحسن رعايتها، أعطت أحسن الثمار، وبهذا استطاعت المرأة المسلمة أن تنشأ جيلا عظيما وناجحا على مدى السنين.
   ويبدأ إعداد الأم في الأسرة بتربية البنت على مبادئ الدين الحنيف، وعلى العادات الصالحة الحميدة، ويكون بزرع بذور الخير في نفسها، ويكون بترغيبها على العلم وبناء الوطن وإعلال شأن الأمة، ثم يأتي دور المدرسة لتكمل ما بدأت به الأسرة، مستعينة بأحدث نظريات التربية.
   إن متنا العربية اليوم بحاجة إلى الأم الصالحة، التي  تكون بحق مدرسة لجيل صاعد، الذي نرجو من خلاله تحقيق ما عجز عليه الجيل السابق، وأن نعيد لأمتنا ما ضاع منها، ونريد من الأم أن تعد لنا شعبا طيب الأعراق.
و كما قال الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها     أعددت شعبا طيب الأعراق



الأستاذ: بنبية محمد الأمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون