الثلاثاء، 29 جانفي 2013

عدل الله...


             إن الله لا يظلم مثقال ذرة... يجازي المحسن جزاء إحسانه ويجازي المسيء جزاء إساءته فلا يظلم أحدا ولا يحابي أحدا وهو أعدل العادلين فعدله مطلق، وهذا العدل هو اسم من أسمائه و صفة تلازمه، و لا يتعلق بالآخرة فقط بل الدنيا كذلك، فمن أحسن يجد الحسنى، ومن أساء فله السوء ولا يجني من دنياه شيء...
  فالله فسح المجال للعمل ومد جميع خلقه بعناصر القوة، فإذا تقدم فرد أو فئة بسبب العمل فإنه لا يتدخل لصالح فئة أخرى لا تعمل حتى ولو كانت هذه الفئة تقر بوحدانيته وتطبق بعض أحكامه...


فليستيقظ الغارقون في الأحلام الذين يظنون أنه بإقامة بعض الشعائر وكثرة الدعاء سيغني ذلك عن العمل وأن النصر والتمكين لدين الله سيكون بالدعاء فقط ولا حاجة للعمل.
  فالله لا يحابي أحد... فلو حاب أحد لكان ذلك لأنبيائه نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم وآخرهم سيدنا محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام، لقد تعرَّض النبي لأذى قومه وعزل ثلاث سنوات بشعاب مكة واضطرَّ للهجرة والغزوات وبعث الرسل وإجراء المعاهدات لنشر الإسلام...
  فالله لا يظلم أحد... فمن عمل وصبر وصدق واجتهد أدرك ما يصبو إليه... ومن غفل وتقاعس وأخذته الأماني سار على غير هدى في هذه الحياة، وكانت نتيجة أعماله دون طموحه وآماله...إنه العدل الإلهي في الدنيا الذي يضمن نجاح العامل المجد وإن ضل عن معرفة ربه، ويبقى حسابه في الآخرة عند ربه..  
 إن الله أعدل العادلين، ولكن جهلنا بهذه الحقيقة جعلنا نَظنُّ أن صلاح أبنائنا وتحسن أحوالنا سيأتي بالتمني والدعاء دون جد وعمل وتخطيط، ونحن بمفهومنا وعملنا هذا نسقط أو نشوّه مفهوم عدالة الله...
     إننا اليوم نعيش في دائرة من المشاكل في طرفها دائرة صغيرة من الحلول فعلينا أن نعمل لتوسيع دائرة الحلول حتى تشمل دائرة المشاكل... وأن نكون جزء من الحل ولا نتحول بأنفسنا إلى مشكلة... والله ولي التوفيق. 


بقلم الولي: محرزي نور الدين بن سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون