الثلاثاء، 15 جانفي 2013

سِر واستمِر ... حتى تنتصِر*

السير في الأرض واجب، والسير في الحضارة أوكدُ من الواجب، .. بعد أن يُحدَّد الهدف ويُرسم الطريق وفق الغاية الأسمى. أن تربط نفسك بقضيتك فتزول الدنيا ولا تزول قضيتك دونها، ويزول الحساب للمستقبل  إلا ما كان لتلك القضية  هو جوهر السير نحو النصر. سبيل الوصول إلى العالمين طويل، موحش وموحل، لكن دونه البلسم الشافي والترياق للحائر، اطو المرحلة تلو المرحلة اجتذب خيوط الأمل ولا تُفلتها، بل وسلّمها لمن افتقدها. ملاذ الإنسان من غيظه وغمّه أن يسير ...أن يمضي.. وإلاّ أعاقه الألمُ، وكبا به جواد الهمّ، وسقط في غيهب الهوانِ طويلا. امض وأنا ماض..، سنلتقي حتمًا.. سيجمعنا المصير، وسيُلاقينا القدرُ بلا ريب، لكن بعد أمَد وبعد جلَد.
إمسك برباط علمك وعملك جيّدا، ليعدُو بك في بيداء الحياة عدْوا.ً سِر أخي لكن صُعُدا.ً..، لا تقف عند السحاب، ولا عند الفضاء، بل طِر خارج الكون وراء الخيال. كابِدِ الخمول وارمِ به من ورائك، وأحكِم عِقال العزمِ والحزم على شهواتكِ، ولا ترضَ لذاتك دون الثريّا منزلاً.
اجعل همَّ الإسلام في أرضه وبين أهليه لنفسك أنينًا ومعاناةً ورَهقًا، لكي ينبجسَ فيك الإيمانُ والجهادُ وتنطلق فيك الحرقةُ للعمل دون نفَسْ، و يندفع فيك الحبُّ والرحمة تجاه كل مخلوق.  سِر أخي وامشِ في دروبك ما
دُمت مستمسِكًا بربّ العزّة، مشكاتُك النور المحمديّ.
آن أوان العزّ، أوان الصدارة لأهل الشموخ وأهل الصفاء والمحبّة أن يروا نور الله في أرضه شائعاً. لذلك يا بنيّ ويا بنيّتي أنتم في تلك المدرسة وذلك المخبَر، حيث ينبت الرجالُ ويكبر العلماء، من تلك المقاعد  ترموننا بشرَرِ الأمل، وتقذِفُونا بعبَقِ الحياة، بإذن الله.
سنسير بكم ولأجلكم وسنمضي نحو الأفق حتى ننتصر، ولن نتوقف لأنّنا إن توقّفنا برهة توقّف الحاضر، وتوقّف مستقبلكم. ولطالما تأخّرنا وتقهقرنا لأنّ توقُّفنا تكرَّر مرارًا، وطالً أحياناً، لكننا اليوم قد نهضنا وسِرنا ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* خواطر بمناسبة إعلان انطلاقة العمل والتحضير لتأسيس مشروع الرحمات، المشروع المستقبلي للمدرسة في السنة الدراسية المقبلة بحول الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون