الثلاثاء، 7 فيفري 2012

نسمات من أخلاق الأمة الفاضلة


قال الشاعر:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت    فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
   يمتاز الإنسان عن الحيوان، بأنه استطاع أن يضع مبادئ وتقاليد، وهي أصلا لخدمة نفسه، وبها يحافظ على حياته، ويضمن لها البقاء والاستمرار، تلك هي الأخلاق الاجتماعية، التي أصبحت من سمات الحضارة، غدت عنصرا هاما في حياة الأمم، وميزانا للحكم على صلاح الفرد والأسرة والمجتمع.
   والأخلاق منها الصالح والطالح، منها الحسن والقبيح، وكل مجتمع يجمع بين النقيضين، ويحاول الطالح الفاسد أن يبث سمومه في عروق المجتمع، نتيجة جهله بالمبادئ الصالحة، ونتيجة طيشه وعدم قدرته على معرفة نتائج عمله، ونتيجة أنانيته وتقديم مصلحته على مصلحة أمته، ونتيجة سعيه إلى تحقيق رغباته دون رادع من ضمير أو عقل، وهما اللذان يمتاز بها الإنسان على الحيوان، وهما اللذان يميزان إنسانا عن إنسان، فمن زاد بضميره وعقله، فاق غيره في الحياة، ومن نقص بها، انحط قدره فيها.
   والدول إزاء ذلك، كانت واعية لضرورة هذا الجانب الأخلاقي في حياة شعوبها، وعرفت أن مصير كل شعب رهن بأخلاقه الكريمة، فحرصت على استمرار بقائها، من خلال العناية بأخلاق الأفراد.
   ولقد كان للجانب الأخلاقي اهتمام كبير في رسائل الإسلام، فجعلها جزءا من رسالة السماء، وقد بين ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم –" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وقال أيضا: " ألا أخبركم بأحبكم إلي، وأقربكم مني مجالس يوم القيامة؟ أحسنكم أخلاقا ".
   ولا يحسبن أحد أن الخلق السيئ جزء من الحرية الشخصية، لأن الحرية لا تعني التحرر والتحلل من كل خلق، ولكل حرية حدود، فحرية الإنسان تقف عندما تبدأ حرية الآخر، فإن فساد اللبنة الواحدة، يؤثر في البناء، وإذا ازداد الفساد ازداد التأثر، حتى يصبح داء ينخر في عظم المجتمع وكيانه.
   وإذا وضعنا مصلحة المجتمع نصب أعيننا، وتخلينا عن الأنانية والمصلحة الذاتية، أصبح لزاما علينا أن نكون دعاة الصلاح والفضيلة.
   إن الحفاظ على الأخلاق واجب اجتماعي، فلابد علينا أولا الاستقامة الذاتية، وفي نفوس الآخرين بعد ذلك، لأن بقاءنا وبقاء مجتمعنا رهن بالأخلاق، وقد أصاب من قال:
 وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت    فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا



الأستاذ: بنبية محمد الأمين

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيك استاذنا الفاضل

    ردحذف
    الردود
    1. أشكر الأستاذ الذي وضع الموقع
      مشكور
      كعبوش ناتي و فخار راضية

      حذف

المتابعون