الاثنين، 30 جانفي 2012

قال الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا      كاد المعلم أن يكون رسولا
   كل عمل لا يقرب فيه الإنسان حدود الله، هو عمل شريف، جدير بالاحترام والتقدير، هو عمل نافع لصاحبه، وينعكس أثره منفعة على مجتمعه، ولكن عمل المعلم بين الأعمال أشرفها، وأكثرها نفعا للمجتمع الإنساني، وأعظمها أهمية للحضارة البشرية، لأن المعلم يتعامل مع عقله، الذي به كرمه الله سبحانه وتعالا، وفضله على سائر المخلوقات فقال: ولقد كرمنا بني آدم . . . وهل هناك أثمن من العقل؟ إن المعلم يربي العقل، فهو صاحب الأمانة العظيمة، التي لا يرقى إلى مستواها مال ولا ثروة.
   ومن السهل أن نتبين أثر المعلم في صلاح مجتمعه، لأنه يبني اللبنات الأولى فيه، فهو يكيف عقول الأبناء، الذين سوف يصبحون رجال المستقبل، وبأيديهم القدرة على العمل والبناء والنفع، إن المعلم يحرق من عمره ونفسه وصحته لينير للناس دروب المستقبل المشرق الباسم، إنه يمد جسده جسرا ليمروا عليه إلى الحياة الرغيدة، وإذا عرفت النفس البشرية البخل والأنانية، فهو لا يعرف إلا الكرم والغيرة، فعمله قائم على بذل المعرفة، والتفاني في تقديمها واضحة سهلة لمن يشاء.


   وما نشاهده من مظاهر التقدم في مجالات الطب والهندسة والتجارة، هو شيء من نفسه، من فكره وقلبه ولسانه، ويخطئ من يشبهه بالكتاب، فالكتاب لا يبذل من نفسه، والمعلم يذوب عمره في عمله وبذله، فهو ينقل إلى الناس معرفة الكتاب، ويكشف صعوبته ويضيف إليه من علمه وخبرته.
  إن كل فرد تطمح نفسه إلى مرتبة اجتماعية أفضل، يبحث عن المفتاح فيجده بيد المعلم، والذي قال: من علمني حرفا كنت له عبدا. قد حاول أن يرد شيئا من فضل المعلم، والحقيقة أن كل تكريم هو دون ما يستحق، وهل هناك ما يساوي العمر والحياة والصحة..؟ وسيبقى الذين يكرمون المعلم مقصرين، ولا يستطيع تكريمه حق التكريم إلا الله، لأنه الأعلم بشرف هذه المهنة التي هي مهنة الأنبياء، وقد أكد ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم – حين قال: وإنما بعثت معلما.
   ولقد صدق من قال:ٍ
 قم للمعلم وفه التبجيلا      كاد المعلم أن يكون رسولا


الأستاذ: بنبية محمد الأمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون