السبت، 8 ديسمبر 2012

عندما يتحرك الفكر (1)

       

 حين يشعر المرء بمسؤولية عمله يتخذ كل السبل لتحقيق ما يصبو إليه، فيتحرّك فكره لإنتاج أعمال ينفع بها أمّته ويعيش حال اضطراب بين إقدام وإحجام لما يدور في خلده فيقدّم رجل ويؤخّر أخرى متمثلا قول الشاعر:     
                  قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها            فمن علا زلقا عن غرّة زلجا
  إذ لا يمكن الإقدام دون تخطيط محكم ورأي صائب، ولا الإحجام حين يكون الهم منغّصا والواقع محتاجا.
           هذا الحراك إذ ينبع من الذات ويتخذ أسبابه سيجد السبيل إلى بلوغ المقصد، ولو كانت الجهود المبذولة ضعيفة لكن نتائجها مهمّة لأنّها تبعث حضارة كانت في سبات مدّة من الزمن، تنشر آمالا استسلمت للأمان ردحا من الوقت، وقد صدق الأستاذ فتح الله كولن حين قال: "فبينما كنّا نكافح في استكشاف طرق سهلة ورخيصة للحصول على نعم الحضارة ووسائل تقاسمها، أقامت الشعوب المتقدّمة بناء كلّ شيء على الإنسان والأخلاق والتعليم والثقافة"

إذن كان سبيل الحضارة صعبا وثمنه غاليا، والمعتمد كلّه على الإنسان الذي سخّر الله بين يديه وسائل الانطلاق، فلا نبخس أي جهد ولا نحطّم أيّ بادرة، وإنّما نعلّم ونثقّف بالخلق الحسن.
   محمد فتح الله كولن، ونحن نبني حضارتنا، ص 20

الأستاذ بن عمر مصطفى بن مسعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون